في الأسابيع الأخيرة من 2019،
وبينما كان العالم يستعد لاستقبال العام الجديد 2020،
قامت العديد من المستشفيات المحلية بمدينة ووهان الصينية بالإبلاغ عن عدد غير مسبوق من الحالات
يعانون من التهاب رئوي حاد دون سبب واضح.
كما أنهم لا يستجيبون لأي مصل أو علاج موجود
ولكن بعد فترة وجيزة، اكتشفوا أن أسواق المأكولات البحرية في منطقة هونان هي مصدر كل هذه الحالات
وهو عبارة عن أسواق تبيع المأكولات البحرية بالجملة
التي تحتوي على آلاف الأنواع من الأسماك، والدجاج والخافيش والثعابين والأرانب والعديد من الحيوانات البرية.
وقد أثبتت هذه الحالات بالفعل ان المعدل المرتفع لانتقال العدوى بين البشر وبعضهم البعض
يزيد مع مرور الوقت
وأظهرت الافتراضات المبدئية أن هذا نوع جديد من فيروس كورونا
الذي انتشر بين الحيوانات التي تباع في أسواق المأكولات البحرية في ووهان
مما سبب خوفا من أن يكون وباء مثل وباء السارس الذي انتشر في عام 2002
الذي أصاب 8000 شخصا وتسبب في موت 774 آخرين
ولكن كل هذه الافتراضات أثبتت عدم صحتها حيث يبدو أن الموضوع أخطر بكثير هذه المرة
في بدايات يناير 2020 تم نقل حوالي 95 حالة مشبه بها من جميع مستشفيات ووهان
وتم عزلهم في مستشفى ووهان المركزي
وأثبتت 41 حالة من بين ال 95 حالة المشتبه بها أنها حاملة لفيروس كورونا الجديد 2019
ولكن عزلهم جاء متأخرا حيث تسببت هذه الحالات المشتبه بها في عدوى المئات الآخرين قبل عزلهم
الذين تسببوا بدورهم في عدوى الآلاف الآخرين ومن ثم ظهر وباء فيروس كورونا 2019
ورغم أنه بدأ كوباء محلي في وسط الصين
إلا أنه انتشر بسرعة كبيرة في جميع أنحاء الصين في غضون أسابيع قليلة
وقد تفاقم هذا الانتشار تزامنا مع رأس السنة الصينية حيث تواجد العديد من السياح خارج بلادهم
وتأزم الوضع أكثر عندما ظهرت حالات مشتبه بها في دول أخرى
والتي انتقلت عن طريق المسافرين
وكانت أولى الحالات التي ظهرت خارج الصين في فيتنام
وبعد فترة وجيزة ظهرت حالات أخرى عديدة في ألمانيا، تايلاند واليابان واستراليا والولايات المتحدة وروسيا
بينما سادت حالة من الذعر في دول أخرى عديدة
وتسبب الوباء في أول حالة وفاة في 9 يناير 2020
ومن ثم بدأ يزداد معدل الوفيات
وقد وصل عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا حاليا إلى أكثر من 95000 حالة
من بينهم 8000 حالة خطيرة
كما تفشى في أكثر من 65 دولة منهم الصين وكوريا الجنوبية
وإيطاليا وإيران
كما توفى أكثر من 3300 شخص بسبب هذا الوباء
ويمكنك تصور مدى خطورة الوضع إذا نظرت للحقائق التالية
أعلنت منظمة الصحة العالمية الوباء حالة طوارئ عالمية في 30 يناير 2020
كما علقت كل من شركات الدلتا ويونايتد والطيران الأمريكي للطيران رحلاتها تماما إلى الصين
بينما قلصت شركات أخرى عديدة عدد رحلاتها
وحظرت العديد من الحكومات في الولايات المتحدة مؤقتا دخول الأجانب المسافرين من وإلى الصين خلال ال14 يوما الاخيرة
كما وضعت الصين العديد من مدنها تحت العزل
أثر هذا على الملايين من البشر
ويتعرض سوق الأوراق المالية الصيني للانهيار على نحو مستمر
وقد أدى ذلك بالفعل إلى سقوط الاقتصاد العالمي
واسم كورونا مشتق من الكلمة اللاتينية كورونا
والتي تعني التاج أو الهالة وتشير إلى شكل الفيروس
ويتكون الفيروس من المادة الوراثية الأساسية محاطة بجزيئات بروتين على السطح
وهذا يعطيه شكل التاج الذي يسمى كورونا باللاتينية
ومن ثم أطلق عليه اسم فيروس كورونا
ويتكون فيروس كورونا من مجموعة من الفيروسات التي تسبب الأمراض للثدييات والطيور
ويبلغ حجم جينوم فيروسات كورونا حوالي 26 إلى 32 كيلو قاعدة
ويتم اكتشاف فيروسات كورونا كل عدة أعوام
حيث تم اكتشاف أول فيروس كورونا في ستينيات القرن الماضي
الذي تسبب في أمراض تنفسية عند الدجاج
ومنذ ذلك الوقت تم اكتشاف العديد من فيروسات كورونا
أصاب معظمهم الماعز والخفافيش وحيوانات برية أخرى صغيرة
وغالبا ما تتحول هذه الفيروسات إلى طفرات في الحيوانات اللي تصيبها
وبالتصال المباشر بين هذه الحيوانات والبشر تنتقل هذه الفيروسات للبشر وتشكل مرضا جديدا
كما أصابت العديد من فيروسات كورونا البشر بالفعل
مثل فيروس كورونا سارس الذي تحول إلى وباء السارس عام 2003
فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وفيروس كورونا البشري NL63
وأحدث اسم انتشر له مؤخرا هو فيروس كورونا المعروف غير رسميا باسم فيروس كورونا بووهان
ما هو مصدر فيروس كورونا؟
ودائما ما يتم اكتشاف الفيروسات الجديدة
ومن المعروف أن أنواع فيروس كورونا منتشرة بين الحيوانات
ولكن أحيانا تنتقل هذه الفيروسات من الحيوانات إلى البشر
مما يعرف بالطفح
ولهذا أسباب كثيرة منها: حدوث طفرة في الفيروس نفسه
وزيادة الاتصال المباشر بين الحيوانات والبشر كما أوضحنا سابقا
فمثلا، من المعروف أن فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية انتقل من الجمال إلى البشر
بينما انتقل فيروس كورونا السارس من قط الزباد
إلا أنه لم يتم التعرف على الحيوان الناقل لفيروس كورونا 2019 بعد
معظم الحالات المصابة بفيروس كورونا2019 والتي ظهرت مبكرا كانت مرتبطة بسوق ووهان للمأكولات البحرية بجنوب الصين
ولكن الحالة الأولى التي تم تسجيلها في الأول من ديسمبر
لم يكن لها أي اتصال بهذا السوق مما يثير الدهشة
كيف انتشر الفيروس؟
كيفية انتقال المرض من شخص لآخر ليست مفهومة تماما بعد
ولكننا نعلم أن أشهر طرق انتشاره عن طريق العدوى المنقولة بالقطيرات
وتحدث عندما يقوم الشخص المصاب بالسعال أو العطس مما ينتج عنه خروج ذرات الفيروس
وتظل في الهواء حتى يلتقطها شخص آخر
وينتقل أيضا للأشياء التي يتعامل معها المصاب بشكل مباشر
مثل المناشف، والملابس ومفاتيح الكهرباء والمفاتيح ومقابض الأبواب
ولكن الخطورة الأكبر تقع على الأشخاص الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الحيوانات مثل العاملين في أسواق الحيوانات
والذين يقومون برعاية المصابين مثل أفراد العائلة والأطباء والممرضات
الأعراض
استخدمت منظمة الصحة العالمية اسم 2019-NCOV مرض الجهاز التنفسي الحاد لوصف المرض الذي يسببه هذا الفيروس
مشيرة إلى أن معظم أعراض المرض متعلقة بالجهاز التنفسي
والآن من خلال معرفتنا، فإن الأعراض تتنوع ما بين الخفيفة والحادة
حيث تعاني الحالات الخفيفة من حمى وسعال وضيق تنفس
بينما تصل الحالات الخطيرة إلى الالتهاب الرئوي والفشل الكلوي والموت
التشخيص
أشهر تحليل مستخدم للتعرف على الإصابة بفيروس كورونا
هو تحليلPCR تحليل تفاعل البوليمراز المتسلسل
ويقوم هذا التحليل بالكشف عن وجود أدق أجزاء من المادة الوراثية للفيروس
ومن ثم يقوم بتضخيمها حتي نتمكن من متابعته بسهولة
يمكنك مشاهدة فيديو عن تحليل ال PCR في قناتنا لمعرفة المزيد عن هذا
ستجد الروابط في شريط الوصف بالأسفل
الوقاية والعلاج
لا يوجد حاليا أي مصل للوقاية من عدوى فيروس كورونا 2019
الطريقة المثلى لوقاية نفسك من الإصابة بالفيروس هي تجنب التعرض له
وبالرغم من ذلك، توصي مركز مكافحة الأمراض بكل الإجراءات الوقائية للمساعدة في الحد من انتشار الأمراض الوبائية
ومن بينها غسل الأيدي بماء جاري لمدة 20 ثانية على الأقل
وتغطية فمك وأنفك أثناء السعال أو العطس
واستخدام المطهر الكحولي الذي يحتوي على نسبة 60% أو أكثر من الكحول
وتجنب لمس عينيك وأنفك وفمك بيديك دون غسلهما
والبقاء بالمنزل عند المرض وتجنب الاحتكاك باأشخاص المرضى
وتنظيف وتطهيرالأشياء والأسطح المتربة باستمرار
ويجري الآن العمل على إيجاد مصل لعلاج فيروس كورونا
ويعتقد العلماء أن البحث عن مصل لعلاج فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية سيسهل المهمة
وتجري المستشفيات اختبارات على أدوية مضادة للفيروسات لمعرفة مدى تأثيرها
مدى خطورته
تبدو نسبة الوفيات منخفضة بالنسبة للحالات المسجلة ولكن لا يمكن الاعتماد على هذه الأرقام
فمن الصعب جدا تحديد عدد الوفيات من بين عدد الإصابات لحساب معدل الوفبات
للحصول على نسبة تقارب 2% في هذه المرحلة من انتشار الوباء
ولكنها تعتمد على عدة عوامل منها عمرك وجنسك وصحتك العامة والنظام الصحي الذي تتبعه
يخضع الكثير من المرضى للعلاج حاليا ولا نعلم بعد احتمالية وفاة احدهم
ومن ثم سيرتفع معدل الوفيات
لماذا ظهر في الصين؟
بسبب حجم وكثافة السكان
والتصال المباشر بالحيوانات الناقلة للفيروسات
هل يمكن التعافي من عدوى فيروس كورونا؟ الإجابة المختصرة على هذا السؤال هي نعم
فالعديد من المصابين بفيروس كورونا يعانون من أعراض خفيفة فقط
والتي تتضمن حمى وسعال ومشاكل في الجهاز التنفسي
ويتوقع أن يشفى معظمهم
ولكن قد يتعرض الأشخاص المتقدمين في العمر لمخاطر أكبر والأشخاص الذين يعانون من مشاكل مثل السرطان والسكري
أتمنى أن أكون قد قدمت بعض المعلومات عن وباء فيروس كورونا 2019في هذا الفيديو القصير
إذا أعجبك الفيديو تأكد من الضغط على زر الإعجاب بالأسفل
ويمكنك أيضا مساعدتنا على تقديم فيديوهات أكثر من خلال دعم موقعنا
والاشتراك في قناتنا على يوتيوب .. شكرا جزيلا