فلنتخيل لدقيقة واحدة أن
كل شيء عاد لطبيعته
حسنا
اذا كان منزلك يشبه حال منزلى الان
فقد يكون هذا آخر شيء تسمعه في يومك
إما لأن الاخبار تعرض على التليفزيون
فقدت عائلتك كل مصادر الدخل
او حصولك على درجة عالية في الفنون الجميلة
وربما يليه مرحلة الاكتئاب
ويواصل والديك سؤالهم ماذا ستفعل؟
حسنا
تخيل بأننا في عام2020 وليس 2021
وبالتأكيد ليس عام2022
بل صيف 2020
واصبح كل شيء على مايرام كما كان من قبل
انتهى الحجر الصحي
وانهيت كل دوراتك الدراسية عن بعد على الانترنت
أجل, لقد اجتازتها
يمكنك الخروج بدون كمامة ولمس كل شيء
يمكنك رؤية اصدقاؤك
فقد اصبحوا شاحبين مثلك
إذ مروا بنفس الظروف ايضا
يمكنك الذهاب إلى الشاطيء, الحديقة, المركز التجاري او المطعم
او تطهو لنفسك في العاشرة مساء
في توقيت خاطيء لاننا نعود إلى فصل الخريف
أجل, المدرسة مفتوحة ايضا
لن يبدو الأمر كأن شيئا لم يحدث على الاطلاق
لان شيئا قد حدث
فقد قام مجموعة من الناس بإحداث وباء عالمي قهري
ولاول مرة في التاريخ نكون جميعا على وفاق
مكثنا في المنزل,غسلنا ايدينا ليس جميعا فلم يقم الجميع بذلك
ولكن شكرنا العالم على ذلك
اصبحت السماء زرقاء زاهية وانبتت الاشجار الخضراء في اكثر المدن تلوثا بالصين
وتسبح الدلافين في الدواليب المائية الايطالية بمدينة فينسيا
واعلن العلماء عن تسجيل اكبر انخفاض في مستوى ثاني اكسيد النيتروجين في التاريخ
نعم, شيئا قد حدث
ولكن علينا بالطبع التخلص من مخاوفنا والتعاسة والوحدة
والملل المصاحب للاكتئاب لان الجزء الاصعب هو الروتين اليومي
تستنزف عملية إزالة التصعيد كل الجهد إذ جعلتنا ننسى ان الجميع يمر بتلك الظروف ايضا
وهو امر يتعذر فهمه
فعندما تكون منعزلا ترى العالم من خلال ثقب ومن المستحيل رؤية الصورة كاملة
فإننا نؤنب من افتقار المنظور
في كل مرة نتوسل لرؤية صديق
امر مرهق ومؤقت
لان كل شيء سيكون على مايرام
سترى اصدقاؤك وستعود للمدرسة
لا تفتقر للمنظور
بل اصبح لديك منظورا لنفسك ولرغباتك واحتياجاتك
هذه العملية لا يمكن الاسراع بها
ولا يمكن استغلالها في إنتاج لقاحا
عليك التأني لأنك تستحقه